نور الهدى
عدد المساهمات : 9 23 تاريخ التسجيل : 18/01/2010
| | الرياء وهل يكون كافر المرائى ام لا | |
بسم الله الرحمن الرحيم الـريـاء
هو أن ينشط المرء في عمل الخيرات إذا كان أمام الناس، ويكسل إذا كان وحده ، ويجتهد إذا أثنى عليه الناس، وينقص من العمل إذا ذمه أحد، وقد ذكر الله صفات هؤلاء المرائين المنافقين، فقال تعالى ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى * يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً) النساء142.
فالرياء صفة من صفات المنافقين، والمسلم أبعد ما يكون عن النفاق، فهو يخلص قلبه ونيته دائمًا لله ، قـال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظرإلى أجسادكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ".
الرياء شرك بـ (الله)
المسلم لا يرائي ، لأن الرياء شرك بالله سبحانه ، قال صلى الله عليه وسلم " إن أَخْوَفَ ما أتخوَّف على أمتي الإشراك بالله، أما إني لستُ أقول : يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولاوَثَنًا، ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية " .
وقال صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ا لرياء، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم -: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا ؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً " .
والنتيجة الحتمية أن المرائي لا يأخذ جزاءً على عمله؛ لأنه أراد بعمله الحصول على رضا الناس ومدحهم والمكانة بينهم، فليس له من أجرٍ يوم القيامة.
المرائي في النار
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في إحدى الغزوات أن فلانًا سيدخل النار، وكان فلان هذا يقاتل مع المسلمين، فتعجب الصحابة، وراقبواالرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوه يقاتل قتالا شديدًا ؛ فازداد عجب الصحابة، ولكن بعد قليل حدث أمر عجيب؛ فقد جُرح هذا الرجل ؛ فأخذ سيفه، وطعن به نفسه؛ فقال له بعض الصحابة: ويلك! أتقتل نفسك، وقد كنت تقاتل قتالا شديدًا؟ فقال الرجل: إنما كنتُ أقاتل حميةً (عزة للنَّفْس ) ، وليرى الناس شجاعتي، ثم مات الرجل، وصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المرائين أول الناس عذابًا يوم القيامة، فأول ثلاثة يدخلون النار: عالم، وقارئ للقرآن، وشهيد؛ لأنهم كانوا لا يخلصون أعمالهم لله، ولايبتغون بها وجه.
الرياء يبْطِلُ العبادات
إذا أدَّى الإنسان عبادته، وليس فيها إخلاص لله، فإنه لا يأخذ عليها أجرًا ولا ثوابًا، بل عليه الوزر والعقاب؛ لأنه لم يخلص لله رب العالمين.
قال تعالى( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون) الماعون 4-7 .
والذين يتصدقون، ولكن يمُنُّون بأعمالهم، ولا يخلصون فيها لله، فإنهم لايأخذون على صدقتهم أجرًا من الله، وتصبح مثل الأرض الصلبة التي لا تخرج زرعًا كما وصف القرآن الكريم المرائيب قوله تعالى (فمثله كمثل صفوان عليهتراب فأصابه وابل فتركه صلدًا لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) البقرة 264.
كما جعل الله عز وجل عبادة المرائين عديمة الفائدة لهم، يقول تعالى ( قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا ) الفرقان 23 . نور الهدى..................
| |
|