أول نقطة أود التذكير بها، فرمضان ليس شهراً واحداً، بل هو خُلُق
العام كله، وهذا ما ينبغي التذكير به والتركيز عليه في حديثكن وفي
برنامجكن، بأن تكون هذه النفحات الإيمانية، وهذه الخيرية التي نشعرها في
رمضان، أن تكون سَمْتَ العام كله، لأن الذي خلق وجعل رمضان بهذا الشكل، هو
من خلق العام كله سبحانه، وما أمرنا به من أمور ليست مقصورة على شهرٍ
بعينه بل هو خُلُقٌ ودينٌ علينا أن نعتقده ونعمل به دائماً.
هذه هي النقطة الأولى، أما النقطة الثانية، فهي مضمون استشارتكن، وهي
"رمضان والناس"، وقبل أن نسرد عليكن بعض الأعمال التي يسَّر الله لنا
ذكرها، ننبه على أن رمضان هو شهر الناس، هو شهر الخيرية والبذل والعطاء
للناس، وكما كان صلى الله عليه وسلم، في حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في
رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن،
فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه.
فرمضان يا أخواتي الكريمات هو شهر الناس، إن لم نحسن فيه التعامل مع الناس فكأنه لم يأتِ علينا، ولم نعشه.
وبالنسبة لبرنامج العبد في رمضان مع الناس، فهذه بعض الاقتراحات نقدمها، وهي مجرد اقتراحات، ونقسمها إلى 6 نقاط:
مع الزوج ، مع الأولاد، مع الأقارب، مع الجيران ، مع الزملاء في الجامعة أو العمل، مع عامة المسلمين (في المواصلات – المساجد..) .
1- مع الزوج "أو مع الأسرة والإخوة لغير المتزوجات" .
- تيسير سبل الراحة له في البيت من ملبس ومأكل و..، حتى يستطيع الجميع التوفيق بين أعمالهم وبين العبادة.
- توصية الزوج أو الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت..، بقراءة كتاب فقه مبسط
أو كتاب في فضل رمضان وتجتمع هي والأولاد معه أو معهم – إن أمكن- لمدارسة
فقه الصيام أو فضل رمضان أو غير ذلك في هذا المجال.
- عدم تكلفة الأسرة بأعباء اقتصادية إضافية في رمضان لإقامة العزومات أو
الإسراف في أصناف الطعام، وإن كان ولابد من العزومات فليكن ذلك بقدْر
الحاجة، دون إسرافٍ ودون تقتير، "والجود من الموجود" كما يقول المثل.
- تشجيع البيت على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان والاتفاق على طريقة
توصيل الطعام إليه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر" رواه
مسلم، فكن أخواتي الكرام مثل نبيكن، بأن توقظن أزواجكن -أو أهلكن-
وتساعدنه على الطاعة والقيام.
- محاولة إنهاء أي مشكلة أو سوء تفاهم بينكما حتى لا تعكر صفو العبادة في رمضان.
2- مع الأولاد:
- تحديد من منهم سيصوم ومن سيصلي التراويح، كل حسب عمره.
- محاولة تنظيم وقتهم بين المذاكرة والعبادة.
- محاولة شغلهم بأنشطة مسلية حتى لا ينشغل معظم وقتهم بالتلفاز، مثل تلوين
بعض اللوحات المرسوم عليها إسلامية معبرة؛ هلال رمضان، مسجد، بعض
المسابقات الرمضانية لهم.
- تعليمهم فضل رمضان وفقه مبسط للصيام في حلقة يومية إن أمكن.
- اهتمي بمكافأة من يصوم منهم، ومن يقرأ القرآن، ومن يحفظ سورة معينة خلال الشهر، فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه الأشياء.
- إشاعة جو رمضان في البيت حتى يشعروا ببهجة رمضان.
3- مع الأقارب:
- تهنئتهم بحلول شهر رمضان سواء بالاتصال التليفوني أو بإرسال كروت تهنئة أو بالزيارة إن أمكن.
- الاتفاق على إفطار جماعي مع الأقارب مع الحرص على عدم إضاعة الوقت في الزيارات حتى لا تأخذ وقت العبادات.
- زيادة الاهتمام بوالدي الزوج وأسرته.
- إصلاح أية خلافات كانت قائمة من قبل.
4- مع الجيران:
- تهنئتهم كما ذكرنا من قبل.
- توطيد العلاقات معهم.
- محاولة إشباع جو رمضان في العمارة أو الدور الذي تقيمين فيه على الأقل.
- ترتيب لقاءات لمدارسة فقه الصيام وفضل رمضان.
- ترتيب لقاءات عبادية بين النساء.
- محاولة إرسال بعض الأطعمة لهم لتأليف القلوب.
- الاتفاق على تجهيز بعض الأطعمة الجيدة وتقديمها للفقراء، وحث الأزواج على جمع الأموال وتوزيعها على الفقراء.
5- مع زملاء الدراسة أو العمل:
- تهنئتهم.
- دعوتهم إلى صلاة التراويح سويًا.
- محاولة تذكرتهن بفضل رمضان عن طريق توزيع بعض الكتيبات.
- ترتيب بعض المشاركات الخيرية بينكن، كالبذل وخدمة الآخرين، وما إلى ذلك.
6- مع عامة الناس:
- الابتسام في وجه كل من تلقينه والتهنئة – إذا سمحت الظروف – برمضان.
- التعرف على من تقابلينه في صلاة التراويح.
- إذا استطعت إنهاء أي خلاف يقوم بين الناس في نهار رمضان، فلتفعلي، حيث أن بعض الناس يتحججون بأنهم صائمون لإحداث أي مشكلة.
وأؤكد ثانيةً على أن ما ذكرنا من أمور ليست خاصةً برمضان، فرَبُّ رمضان هو
رَبُّ العام كله سبحانه، هذه الأمور هي ممارساتٌ وأخلاقٌ علينا أن نغرسها
في نفوسنا، وأن تكون هي طريقة تعاملنا الوحيدة مع الناس طالما فينا عرقٌ
ينبض.
وأخيراً فهذه اقتراحات، وبالتأكيد عقليتكن الخلاّقة ستأتي باقتراحاتٍ أخرى
غيرها، ونتمنى لو ترسلن لنا برنامجكن "العبد في رمضان مع الله، والعبد في
رمضان مع نفسه " حتى ننشره، فتعمّ الفائدة المسلمين جميعاً.
شكرا لكنّ، وتقبل الله رمضان منا ومنكنّ ومن المسلمين جميعاً.
موضوع: استشارات دعوية 
الثلاثاء 18 أغسطس - 23:12
